أخي في الله / أختي في الله
الإنسان قد يولد مرة واحدة وقد يولد مرتين .. نعم يولد مرتين ..
أما الميلاد الأول : فهو يخرج من ظلمات رحم أمه إلى نور الدنيا .. وذلك ميلاد يشترك فيه كل الخلق ..
أما الميلاد الثاني : فهو يوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة .. وهذا الميلاد خاص بمن وفقه الله من البشر لطريق الهداية ومسلك الاستقامة .
ابن آدم
ولـدتــك أمك يـا ابن آدم بــاكيـا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يـوم موتك ضاحكا مسرورا
إنه ميلاد ليس له سبب معين .. ولكنه شيء يهز نفسك هزا .. شيء يشعرك بأنك ما خلقت عبثا ولن تتركي سدى ولا هملا ..
نعم هو هزة .. فاستيقاظ من غفلة .. فمحاسبة للنفس .. فدمعة على الخد .. فسجود لله من ذلك العبد
فثبات .. نسأل الله الثبات .. حتى يدخلنا ربنا برحمته جنة عرضها كعرض السماوات والأرض ..
ولكن .. هذا الميلاد لا يولده أي إنسان .. إنما يولده بعد توفيق الله ..مع أخذ بالأسباب.. وقد تأتيه لأسباب
قد يكون كافرا فيسلم .. وقد يكون مسلما مبتعدا عن الله فيعود إلى الله.. ويكون مستقيما فيجدد الميلاد
فلا إله إلا الله ما ألذه من ميلاد ..ذلك الميلاد
ولا إله إلا الله ما أسعده من مولود .. ذلك المولود
ولا إله إلا الله ما أفضلها من أيام ..تلك الأيام
يوم يتمرد الإنسان عن الانقياد للشيطان ..
يوم يرتبط الإنسان بالله الواحد الديان ..
يوم يذوق الإنسان حلاوة الإيمان ..
يوم تذرف بالدموع العينان ..
يوم يلهج بذكر الله اللسان ..
يوم تتنزه الأذنان عن سماع المعازف والألحان ومزمار الشيطان .. وتستبدله بكلام الواحد المنان
أخي في الله / أختي في الله
يا من خلقك ربك فسواك .. وهو الذي رزقك وكساك .. وأطعمك وسقاك .. ومن كل خير سألته أعطاك .. ومع ذلك عصيت وما شكرت .. وأذنبت وما استغفرت .. تنتقل من معصية إلى معصية .. ومن ذنب إلى ذنب .. كأنك ستخلد في هذه الدنيا ولن تموت
تبارز الله بالمعاصي والذنوب .. غافل ساهي عن علام الغيوب
متى تتوب .. متى تتوب ..
أتتوب عند هجوم هادم اللذات ؟؟ أتتوب عند الممات ؟؟ وهل تظن أن يقبل منك عملك في تلك اللحظات؟؟
===============================
أخي في الله .. أختي في الله
ما أجمل هذه البشارة لمن تاب وأناب
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ .
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ .
﴿ وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ .
اللهم ارزقنا توبة قبل الموت وراحة عند الموت والعفو عند الحساب
والفوز بالجنة والنجاة من النار
وصلى الله وسلم وبارك على من أرسله ربه حمة للعالمين
(سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)
والحمدلله رب العالمين
منقوول